الجزائر - منظمات وهيئات دولية أخرى
I- علاقات الجزائر مع الاتحاد الأوروبي والفضاء الأورومتوسطي
- اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي:
دخلت اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي ، الموقعة في أبريل 2002 ، حيز التنفيذ في 1 سبتمبر 2005. تكتسي هذه الاتفاقية طابعا شاملا حيث تغطي في نفس الوقت جوانب التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري والمالي والبعد الإنساني للعلاقات الجزائرية مع الاتحاد الأوروبي.
تنص هذه الاتفاقية على إنشاء هيكل تنظيمي يتألف من مجلس الشراكة ولجنة الشراكة وسبع لجان فرعية قطاعية وحوار غير رسمي حول قضايا الهجرة والتنقل. تجتمع هذه الهيئات كل عام بالتناوب في الجزائر العاصمة وبروكسل. كما أنشأ الطرفان الجزائري والأوروبي حوارين رفيعي المستوى حول الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والطاقة.
في إطار التعاون الفني والمالي، يقوم الطرفان بتنفيذ العديد من برامج التعاون والمساعدة الفنية، بتمويل من الميزانية المخصصة من قبل الاتحاد الأوروبي للجزائر ، وفقا لأحكام اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي..
وقد صممت هذه البرامج مع مراعاة الأولويات الوطنية في مجالات التنمية الاقتصادية والعلمية والاجتماعية والثقافية. وهي تهدف إلى تعزيز قدرات الإدارات والمؤسسات الجزائرية، دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني، دعم جاذبية السوق الوطنية بالنسبة للمستثمرين الأجانب ، وخاصة الأوروبيين ، وتنويع الاقتصاد الوطني ، وتعزيز الصادرات خارج المحروقات.. الخ
على الصعيد التجاري، تحتل الجزائر مركز ثالث أكبر مورد للغاز إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تمثل حوالي 12٪ من إجمالي وارداتها من هذه الطاقة. كما يعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول للجزائر حيث بلغ حجم التبادل التجاري الإجمالي 37.3 مليار دولار في عام 2021 مقابل 28.2 مليار دولار في عام 2020. وتمثل هذه التبادلات ما يقرب من نصف مبادلاتنا الخارجية.
تهتم اتفاقية الشراكة بجانب التعاون العلمي والجامعي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. في هذا السياق ، تشارك الجزائر في العديد من برامج الاتحاد الأوروبي المفتوحة للدول الشريكة ، مثل برنامج Erasmus + ، وبرنامج H2020 و Horizon Europe ومبادرة PRIMA .
كما وقعت الجزائر والاتحاد الأوروبي على اتفاقية للتعاون العلمي والتكنولوجي تهدف إلى تشجيع وتطوير وتسهيل أنشطة التعاون بين الطرفين في مجال العلوم والتطوير التكنولوجي ، وفقا للمادة 51 من اتفاقية الشراكة.
- الفضاء الأورومتوسطي:
بالنسبة للتعاون الإقليمي الأورومتوسطي ، تولي الجزائر أهمية كبيرة لتوطيد علاقات التعاون مع شركائها في كلا جانبي المتوسط، سواءًا كان ذلك يتعلق بإطار الحوار 5 + 5 لغرب البحر الأبيض المتوسط أو الاتحاد من أجل المتوسط الذي كانت فيه الجزائر عضوًا مؤسسًا منذ عام 2008.
- حوار غرب المتوسط 5 + 5 :
لعبت الجزائر دورا هاما في إطار حوار 5 + 5 لغرب البحر الأبيض المتوسط، منذ إطلاق مبادرتها في روما في عام 1990، حيث تشارك بلادنا بنشاط في العديد من مبادرات التعاون القطاعي التي نتج عنها العديد من المبادرات والاجتماعات الوزارية حول المسائل الاستراتيجية ومجالات أخرى مهمة ، مثل الشؤون الخارجية والدفاع والداخلية والهجرة والاجتماعات الوزارية التي تتناول التعاون في المجال الاقتصادي وفي قطاعات لا تقل أهمية مثل مجالات الطاقة والتمويل والاستثمار والمياه والمناخ …الخ.
يتميز إطار الحوار 5 + 5 لغرب البحر الأبيض المتوسط بطابعه غير الرسمي، حيث لا يوجد له مقر أو أمانة عامة من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإنه يتميز بعدد محدود من الأعضاء (5 من شمال المتوسط و 5 من دول جنوبه)، مما يسمح بتنسيق أفضل وتعاون أكثر فعالية وكفاءة.
- الاتحاد من أجل المتوسط :
الجزائر عضو مؤسس في الاتحاد من أجل المتوسط ، الذي يضم 42 دولة عضو.
تشارك الجزائر بنشاط في جميع الأنشطة التي تنظمها أمانة الاتحاد. وفي هذا الصدد ، شاركت في العديد من المؤتمرات الوزارية القطاعية لهذه المنظمة التي يتمثل هدفها الرئيسي في إطلاق مشاريع إقليمية تعود بالنفع على شعوب البحر الأبيض المتوسط.
إن مشاركة الجزائر في تنفيذ مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط التنموية تقتصر على الدول الأعضاء التي تقيم الجزائر معها علاقات طبيعية.
- التعاون البرلماني بين الجزائر والاتحاد الأوروبي:
تعود العلاقة بين البرلمان الجزائري (الغرفتين) والاتحاد الأوروبي، من خلال البرلمان الأوروبي، إلى ما يقرب من ثلاثين عامًا من الوجود. ويشكّل هذا التعاون البرلماني مكمّلا مهمًا للعمل الخارجي لبلدنا من حيث أنه يساهم في تقارب وجهات النظر مع الشركاء الأوروبيين والتعريف بالمواقف الوطنية حول أهم القضايا الدولية والإقليمية.
- البرلمان الاوروبي:
عقدت آلية الحوار البرلماني بين الاتحاد الأوروبي والجزائر 16 جلسة بالتناوب بين بروكسل والجزائر العاصمة. وشمل هذا الحوار عدة محاور للتعاون، منها المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وقد تم رفع هذه الآلية في يونيو 2018 إلى مستوى "اللجنة البرلمانية المشتركة" المكونة من 13 برلمانيًا من كل جانب.
بالإضافة إلى الحوار مع البرلمان الأوروبي، يشارك البرلمانيون الجزائريون بانتظام في أنشطة المجالس البرلمانية التالية:
- الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط
- الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسطي PA-UfM
- الرابطة الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية ARLEM
- الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا PACE
- الحوار مع حلف شمال الأطلسي:
انضمت الجزائر إلى الحوار المتوسطي لحلف الناتو في آذار / مارس 2000 بهدف المشاركة في تنفيذ الأمن الجماعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفق نهج شامل ومتكامل مع المبادرات الأوروبية المتوسطية الأخرى بشأن الأمن الإقليمي.
تم تصميم هذا الحوار ليكون مساحة للتقارب والتفاهم بين الدول الأعضاء في الناتو ودول جنوب البحر الأبيض المتوسط لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
تعمل الجزائر، من خلال عمليات التعاون الهادفة، على تعميق حوار الناتو المتوسطي بهدف تعزيز الأمن الجماعي، على أساس مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة في البحر الأبيض المتوسط، وهو نهج لم تتوقف عن الدفاع عنه منذ مؤتمر هلسنكي عام 1975.