إفريقيا
- تُعتبر القارة الإفريقية أولوية في السياسة الخارجية للجزائر، فقد كانت الجزائر دوماً في طليعة المتضامنين الذين قدموا يد العون وساندوا حركات التحرر الوطنية والقضايا العادلة في إفريقيا، مساهمةً بذلك، وبشكل فعّال، في تحقيق أهداف الاستقلال والتحرر في ربوع إفريقيا.
- لقد سعت الجزائر إلى توثيق روابط أخوية متينة بالدول الإفريقية مستمدة زخمها وقوتها من التضامن والنضال المشترك والتزام الجزائر اللامشروط في دعم مساعي النهوض بالقضايا الإفريقية العادلة وتحقيق التنمية الشاملة في القارة السمراء، التي ما فتئت تواجه تنامي التهديدات الأمنية والاضطرابات السياسية، ناهيك عن تفشي الجريمة المنظمة العابرة للأوطان وارتباطها بظاهرة الإرهاب.
- وفي هذا المجال، تلعب الجزائر دوراً ريادياً في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة في القارة الإفريقية، مما أهلها لاستضافة مؤسستين هامتين تابعتين للاتحاد الإفريقي تضطلعان بدعم قدرات البلدان الإفريقية في التصدي لهذه الظواهر ومكافحتها، وهما المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب (CAERT) وآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون في مجال الشرطة (AFRIPOL). بالإضافة إلى جهود الجزائر في نشر الإسلام الوسطي المعتدل من خلال تكوين الأئمة من مختلف الدول الإفريقية. كما سعت مع دول الساحل المتكونة من موريتانيا، مالي والنيجر، إلى إنشاء لجنة قيادة الأركان العملياتية المشتركة (CEMOC)، التي تشكل آلية للتعاون العسكري والأمني بين هذه البلدان، بالاعتماد أساساً على قدراتها العسكرية وإمكانياتها الخاصة في محاربة الإرهاب في المنطقة.
- كما تواصل الجزائر جهودها في المساهمة في تكوين إطارات الدول الإفريقية من خلال تخصيص عدد معتبر من المنح الدراسية لفائدة الطلبة الأفارقة في مختلف التخصصات، عبر الجامعات ومعاهد التكوين الجزائرية.
- واستلهاماً من المبادئ النبيلة المؤسسة للسياسة الخارجية للجزائر، القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان وتكريس الوساطة في فض النزاعات وحق تقرير المصير، دأبت الجزائر، في مختلف المناسبات وفي المحافل الدولية، على تقديم رؤاها لحل الأزمات وتسوية النزاعات في قارتنا الإفريقية، وذلك بالدعوة إلى انتهاج السبل السلمية وتفضيل الحوار بين أطراف النزاع ورفض التدخل الأجنبي.
- تجدر الإشارة أن الجزائر كانت من بين رواد مبادرة الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد NEPAD)، التي تضمنت رؤية الاتحاد الإفريقي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة الإفريقية، بالتركيز على مكافحة الفقر وتعزيز قدرات بلدان القارة في مجال التنمية البشرية وفسح المجال أمام الطاقات الشبابية للنهوض بشتى ميادين التنمية.
- كما انخرطت الجزائر في المساعي الرامية إلى إصلاح الاتحاد الإفريقي بجعله مواكباً لتطلعات الشعوب الإفريقية في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتشجيع المبادلات البينية في قارتنا. وفي هذا الإطار، سارعت بلادنا إلى التوقيع ومن ثم المصادقة على اتفاق منطقة التبادل الحر الإفريقية، مُعبّرة مرة أخرى عن التزامها ببذل الجهد قصد تعزيز التبادل التجاري بين الدول الإفريقية، وحرصها الدائم على دعم التعاون جنوب-جنوب، باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب العالم كافة والشعوب الإفريقية على وجه الخصوص.
- وفي ذات السياق، تواصل الجزائر جهودها لتحقيق الاندماج القاري والجهوي من خلال المبادرة بالعديد من المشاريع المدمجة، نذكر منها، خصوصاً، طريق الوحدة الإفريقية العابر للصحراء، مشروع أنبوب الغاز الطبيعي الجزائر- لاغوس، الميناء الكبير الجزائر وسط "الحمدانية" والمشروع الضخم للألياف البصرية الرابط بين الجزائر ونيجيريا.
- على مستوى التعاون الثنائي، تولي الجزائر عناية خاصة لمنطقة إفريقيا، حيث تربطها علاقات ممتازة مع مجمل دول القارة، وتسعى إلى الحفاظ على هذا الزخم من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي مع هذه الدول ورفعه إلى مستوى جودة العلاقات السياسية. ولتحقيق هذه الغاية، تعمل الجزائر على تفعيل آليات التعاون الثنائي، خاصة اللجان الثنائية المشتركة، تحديث الإطار القانوني للتعاون، إنشاء مجالس الأعمال الثنائية ونسج شراكات مثمرة، بهدف ترقية التبادل التجاري والاقتصادي، خدمةً للمصالح المشتركة التي تجمعها مع هذه الدول الشقيقة.
جميع الحقوق محفوظة - وزارة الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج